تستمد بطولة كأس العرب استدامتها وأهميتها الكبيرة من مجموعة من العوامل التاريخية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي تبقيها قابلة للحياة ومطلوبة جماهيرياً.
![]() |
الأهمية التاريخية والاستدامة
تتمتع البطولة بعراقة كبيرة جداً، تقارب عراقة بطولة أمم أوروبا في تاريخ الانطلاقة. فقد انطلقت البطولة العربية في عام 1963 في بيروت بمشاركة خمسة منتخبات. وقد أثبتت البطولة قدرتها على العيش والعودة والاستمرار رغم الظروف والتوقفات والتعقيدات التي مر بها العالم العربي.
فعلى الرغم من أن أحداثاً مثل نكسة 67 والتغيرات السياسية والانقلابات أدت إلى توقف البطولة في بعض الفترات، إلا أنها رجعت واستمرت، مما يدل على أنها بطولة قابلة للحياة ومستدامة بذاتها. وتستمر هذه البطولة في الحياة لأن هناك جماهير تتمنى رؤيتها وترغب فيها.
الأهمية الثقافية والاجتماعية
تُعد كأس العرب من المناسبات القليلة التي تسمح للعرب بالاطلاع على ثقافات بعضهم البعض مرة أخرى والتعرف عليهم مجدداً. وتوفر هذه البطولة فرصة ثقافية عربية مهمة جداً للتعرف على الدول والمجتمعات العربية المختلفة. كما أنها مناسبة تذكر الدول المشاركة بأنها جميعاً تنتمي إلى كيان أكبر، وهو العالم العربي.
وتمنح هذه البطولة فرصة للالتقاء والتعارف بعيداً عن حالة الانعزال التي ربما تكون قد فُرضت نتيجة تعقيدات الحياة وظروفها. ويشارك في هذه البطولة منتخبات تنتمي إلى قارتي آسيا وأفريقيا، وتلعب من أجل كأس واحد لكونها تنتمي لنفس اللغة والرابطة العربية التي تجمعها. لذلك، تُعد هذه البطولة مهمة جداً اجتماعياً وثقافياً.
الأهمية الرياضية والترويجية (تدعم الاستدامة)
تسويق اللاعب العربي
ما زالت البطولة تشكل نافذة للترويج للاعب العربي نحو الدول العربية الأخرى. وفي كل نسخة، يتم التعرف على لاعبين عرب جدد ومتميزين، حيث ربما تفتح لهم أبواب الانتقالات إلى أندية أكبر وأعلى أجراً في المنطقة العربية. وقد أدت نسخة 2021 إلى التعرف على العديد من اللاعبين المميزين. إذا حافظت البطولة على مستواها الفني القوي الذي قدمته في 2021، قد تصبح منصة مهمة لتسويق اللاعب العربي إلى أسيا وأفريقيا أيضاً.
الاعتراف الرسمي ورفع القيمة
ارتفعت قيمة البطولة عندما أصبح لها تصفيات مؤهلة، مما يعني أن الوصول إليها ليس سهلاً أو مضموناً. كما أصبحت البطولة معتمدة من قبل الفيفا بشكل صريح وواضح، مما يعني أن مبارياتها ستدخل في تصنيف الفيفا وتحسب لها النقاط في التصنيف العالمي (الرانكينج). هذا الاعتماد يرفع من أهمية البطولة في نظر المشاركين والمتابعين.
الاحتكاك واكتشاف المواهب
تتميز كأس العرب بكونها تجمع بين منتخبات من قارتين، آسيا وأفريقيا، مما يوفر فرصة للاحتكاك بين المنتخبات الأسيوية والأفريقية. هذا الاحتكاك يجهز المنتخبات بشكل أفضل للاستحقاقات القادمة، مثل كأس العالم. كما أنها فرصة لاكتشاف المواهب، إذ قد تكتشف بعض المنتخبات لاعبين مفيدين محليين لم يكونوا يتوقعون إفادتهم على المستوى الدولي.
